الاتجاهات النفسية الاجتماعية
إن هذا الاصطلاح لا ينتمي إلى أي من المدارس السيكولوجية التي كان يسود بينها النزاع،وهي مدرسة الغرائز
السلوكية،مدرسة الجشطات.وعليه فمن الطبيعي أن يتلقفه غالبية علماء النفس الذين كانوا يقفون خارج هذه المدارس.
إن هذا الاصطلاح يساعد المتبني له، أن يتهرب من مواجهة مشكلة البيئة والوراثة التي كان الجدل حولها محتدماً طوال
العقدين الثالث والرابع من هذا القرن.
أن لهذا الاصطلاح قدر من المرونة، يسمح باستخدامه في نطاق الفرد وعلى نطاق الجماعة.وقد استخدم فعلاً في كل من
هاتين الوجهتين،مما جعله نقطة التقاء بين علماء النفس وعلماء الاجتماعي،تتيح بينهم المناقشة والتعاون في البحث.
الرغبة الملحة لدى علماء النفس بوجه عام، وخاصة في أمريكا في أن يتمكنوا من استخدام المقاييس في دراستهم
.فالقياس في أذهان الكثيرين هو الذي يجعل البحث جديراً بأن يسمى بحثاً علمياً.
- مفهوم الاتجاه النفسي:
لم يوجد تعريف واحد مقنع يعترف به جميع المشتغلين في الميدان ،إلا أن التعريف الذي ذاع أكثر من غيره و الذي لا
يزال يحوز القبول لدى غالبية المختصين و هو تعريف جوردون ألبورت: "الاتجاه حالة من الاستعداد أو التأهب العصبي
و النفسي، تنتظم من خلال خبرة الشخص، و تكون ذات تأثير توجيهي أو دينامي على استجابة الفرد لجميع الموضوعات
و المواقف التي تستثير هذه الاستجابة ".
و لتقريب المعني المقصود إلى ذهن يمكن القول إن الاتجاه هو الحالة الوجدانية القائمة وراء رأي الشخص أو اعتقاده
فيما يتعلق بموضوع معين، من حيث رفضه لهذا الموضوع أو قبوله و درجة هذا الرفض أو القبول.
".ويعرف"بوجاردس" الاتجاه قائلاً:بأنه"ميل الفرد الذي ينحو سلوكه تجاه بعض عناصر البيئة أو بعيداً عنها
متأثراً في ذلك بالمعايير الموجبة أو السالبة تبعاً لقربه من هذه أو بعده عنها"وهو يشير بذلك إلى مستويين للتأهب
هما:أن يكون لحظياً،أو قد يكون ذات أمد بعيد.
وسنحاول فيما يلي مناقشة كل مستوى من هذين المستويين على حدة بشيء من الإيجاز:
(أ)التأهب المؤقت أو اللحظي:وينتج بطبيعة الحال من التفاعل اللحظي بين الفرد وعناصر البيئة التي يعيش فيها،
ويمثل ذلك،اتجاه الجائع نحو الطعام في لحظة إحساسه بالجوع وينتهي هذا التهيؤ المؤقت بمجرد إحساس الجائع بالشبع.
(ب)التهيؤ ذا المدى الطويل:ويتميز هذا الاتجاه بالثبات والاستقرار،ويمثل ذلك اتجاه الفرد نحو صديق له،فهو ثابت نسبياً
،لا يتأثر غالباً ، كماضايقات العابرة، ولذلك فمن أهم خصائص هذا النوع من الاتجاهات أنه تأهب أو التهيؤ،له صفة الثبات
أو الاستقرار النسبي الذي يتبع بطبيعة الحال تطور الفرد في صراعه مع البيئة الاجتماعية والمادية.وعليه فالاتجاهات هي
حصيلة تأثر الفرد بالمثيرات العديدة التي تصدر عن اتصاله بالبيئة وأنماط الثقافة، والتراث الحضاري للأجيال السابق،
كماا أنها مكتسبة وليست فطرية.